استضافت جزيرة رودس اليونانية، مؤخرا، مؤتمراً يهدف إلى “المصالحة وبدء حوار” بين ليبيا واليهود الليبيين، بحسب المنظمين للمؤتمر، وذلك بحضور بعض الشخصيات الليبية من بينها الرئيس السابق للهيئة العامة للثقافة بالحكومة المؤقتة ” عمر القويري ” و ” محمد علي التريكي ” ممثلا عن حكومة “الإنقاذ” التي يترأسها خليفة الغويل، والكاتبة الليبية ” وفاء البوعيسي “. الي جانب شخصيات رسمية إسرائيلية. المؤتمر من تنظيم إتحاد يهود ليبيا الذي يرأسه ” رفائيل لوزون “.
ويهدف المؤتمر، الذي ينظمه “اتحاد يهود ليبيا”، وفق ما صرح به ” رفائيل لوزون “، لموقع «ليبيا المستقبل»، الي “فتح صفحة جديدة بين ليبيا واليهود الليبيين والي توعية الليبيين حول يهود ليبيا وتصحيح المفاهيم والمعلومات الخاطئة حولهم”.
واضاف ” لوزون ” بأن المؤتمر يهدف الي فتح حوار يدعو الي “التسامح والسلام”. مؤكدا بانه “لا علاقة لدولة اسرائيل بهذا المؤتمر وان بعض الاصوات المحسوبة علي يهود ليبيا باسرائيل لا تمثلنا وان دافيد جربي ليس رئيسا لاتحاد يهود ليبيا”. مشيرا الي ان المشاركات في المؤتمر لم تكن مقصورة علي يهود ليبيا بل شارك فيها مسيحين ويهود اخرين.
ونشرت مقاطع فيديو لمشاركات بعض الشخصيات الليبية من بينها الرئيس السابق للهيئة العامة للثقافة بالحكومة المؤقتة عمر القويري، ومحمد علي التريكي.
واعتبر ” القويري ” خلال كلمة القاها بالمناسبة: «المؤتمر فرصة لاجتماع اليهود والمسيحيين والمسلمين»، مشيرا الى أن “ثقافة المجتمع الليبي، وخاصة الجيل الجديد، أصبحت أكثر وعياً من ذي قبل وقابلة للتعايش مع الآخر”، على حد قوله.
وشارك ” التريكي ” في هذا المؤتمر بصفته ممثلا لرئيس حكومة الانقاذ الوطني ” خليفة الغويل “، ونقل الي المؤتمر رسالة من الغويل بارك فيها الاجتماع مرحبا بـ “عودة اليهود الليبيين ومؤكدا علي حقهم في نيل الاعتراف والتعويض مثلهم مثل غيرهم”.
وقال ” التريكي “، في مداخلته، أن حكومة الإنقاذ الوطني، بقيادة الغويل، «تبارك هذا اللقاء وتؤمن بالمبادئ الإنسانية السامية النبيلة»، مستشهدا بآيات قرآنية تؤكد على المساواة بين الناس وأن “الأرض لله”، وأن “التفاضل بين الناس بالتقوى”، مؤكدا أن “اليهود في ليبيا كانوا من ضمن النسيج الوطني لم يفرق بينهم دين”.
وأضاف ” التريكي ” في ذات السياق، أن حكومة الإنقاذ “مستعدة لتمكين اليهود من العودة لليبيا كونهم مواطنين، فهم ليبيين ومن أهم مكونات النسيج الاجتماعي الليبي”، وأن “حق عودتهم لليبيا مكفول لهم، وهي على استعداد تام للتعاون في هذا”، مشددا على أن “رد حقوق اليهود في ليبيا أمر تكفله الشرائع السماوية والقوانين الدولية”.
ونشر الصحفي الليبي ” فتحي بن عيسى “، صورا لعمر القويري رفقة بعض الشخصيات اليهودية، وقال متسائلا: “ما يحدث اختبار حقيقي للمفاهيم والقيم التي ندعي أننا نؤمن بها خصوصا دعاة الدولة المدنية والمواطنة.. اليهود الذين هاجروا أو هجروا (بحسب الروايات المتضاربة) جزء من نسيج المجتمع الليبي أم لا؟ وسواء هاجروا أو هجروا، أليس من حقهم العودة متى أرادوا ذلك، فطالما قبلنا من لديه جنسية أخرى غير ليبية فلماذا لا نقبل هؤلاء؟”.
وفي ذات الوقت قال وزير الإعلام الإسرائيلي ” أيوب قرا ” في تصريحات صحفية، ان اللقاء “يدعو للمصالحة بين ليبيا وإسرائيل، وفتح صفحة جديدة بين البلدين”، مشددا على أنه “حان الوقت ليكون ليهود ليبيا الحق في المشاركة في بناء بلدهم ليبيا والحضور في المشهد السياسي”، كما اشار الى وجود “اتصالات مستمرة لقيادات يهودية وإسرائيلية مع جهات ليبية مسؤولة من اجل ايجاد سبل ترقية العلاقات”، مضيفا ان “الاتصالات بينه وحكومة السراج و”القائد العام للقوات المسلحة” التابعة للحكومة المؤقتة، خليفة حفتر، موجودة، وهناك رغبة لتوطيد العلاقات والتعامل بين الجانبين” حسب تصريحاته.
وبالتزامن مع مجريات مؤتمر ردوس، طالب الباحث الاسرائيلي ورئيس منظمة «فوروم كيديم» اليهودية لحقوق الانسان ” إيدي كوهين “، باسترجاع “أموال اليهود المنهوبة”، خاصة فى مصر والعراق وليبيا، قائلا، في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية بشبكة فيسبوك، «نحن نطالب العرب حكومات وشعوبا باسترجاع اموال اليهود المنهوبة وخاصة فى مصر والعراق وليبيا، وعلى العرب، اذا ارادوا التطبيع الاعتذار على مجازرهم، دفع التعويضات لليهود العرب».
https://youtu.be/ES9-Mysw6iE