قالت السفيرة الأمريكية السابقة لدي ليبيا ” ديبورا جونز “: «إن التشرذم في ليبيا بدأ قبل مجيء معمر القذافي لكنه استغله بلا شكّ باستخدام الثروة النفطية لمصالحه»، على حد تعبيرها، مشددة على أنه بعد موته أصبحت ليبيا مافيا بدون زعيم. جا ذلك خلال شهادتها التي أدلت بها أمام الكونجرس الأمريكي، أمس الثلاثاء، في جلسة تعلقت بالأزمة الليبية، بهدف وضع الاستراتيجية للتدخل الأمريكي في الأزمة التي طال أمدها لـ 6 سنوات.
وأشارت ” جونز ” في شهادتها إلى أنّ “القذافي أزاح الملك إدريس دون أن يطلق رصاصة واحدة؛ حين استخدم عند مجيئه الثروة النفطية كما يفعل زعيم عصابة إجرامية للغصب والرشوة ليحكم قبضته على السلطة، على حد تعبيرها.
وأضافت أن ليبيا مقسّمة إلى ثلاث مناطق منفصلة: برقة وطرابلس وفزّان لكلٍّ منها خلفية تاريخية وسياسية منفصلة وهو ما يفسّر هذا التأثير المختلف الذي يحدثه الشركاء الدوليون في هذه المناطق، لافتة إلى أنه بعد مقتل القذافي، أصبحت ليبيا مافيا دون زعيم، وهو الأمر الذي يمثل تحديًا أمام واشنطن.
وتابعت ” جونز “: «ذهب القذّافي لكن إرثه ما يزال باق، إن إدراك هذه الخلفية أمر ضروري لفهم الانقسام العميق والتضادات السياسية التي تبعت الثورة»، موضحة أن «العديد من المراقبين يصف الانقسام في ليبيا على أنه بين وطني مقابل إسلاموي، لكن الحقيقة كما تراها هى أن الوضع كما كان عليه من قبل, بعض المؤيدين للقذافي مقابل ثوريين ديمقراطين وبعض الإسلاميين. وفي كلا الطرفين كان هناك هامش من التطرّف الأيديولوجي». حسب قولها.