أجتمع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني ” فائز السراج ” الثلاثاء 23 مايو في العاصمة طرابلس مع الجنرال ” توماس والدهاوسير ” قائد القيادة العسكرية الأميركية فى إفريقيا ، و السفير الأمريكي لدى ليبيا ” بيتر بودي ” وعدد من كبار ضباط القيادة.
وكان الجنرال ” والدهاوسير ” وصل في وقت سابق إلى طرابلس على رأس وفد يضم إضافة السفير عدد من كبار ضباط القيادة، وكان في الاستقبال بمطار معيتيقة الدولي آمر الحرس الرئاسي ” نجمي الناكوع “.
ورحب ” السراج ” بالوفد الأمريكي التي تأتي زيارته بعد يوم واحد من لقاءه الرئيس ” دونالد ترامب ” خلال القمة العربية الإسلامية الأمريكية في الرياض.
وأشاد ” السراج ” بنتائج التعاون الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وليبيا التي تحققت خلال الفترة الماضية، وبالذات في دحر تنظيم الدولة داعش بمدينة سرت ، وأعتبره مثال يحتذي به على ما يمكن عمله عند توحيد الجهود.
وقال رئيس المجلس الرئاسي ان هذا التعاون المستمر سيساعد على مواجهة الإرهاب وملاحقة فلوله أينما كان في ليبيا ، وأكد إن الاستقرار هو العامل الحاسم للقضاء على الإرهاب بمختلف إشكاله ومسمياته ، وأن “الاستقرار هو ما ينتظره الشعب الليبي ليمارس حياته بشكل طبيعي ويبدأ مسيرة البناء والتعمير بعد سنوات من المعاناة والحرمان ، وأضاف قائلا «لقد حان الوقت لرفع المعاناة عن شعبنا وإنهاء الأزمة السياسية والاقتصادية والأمنية التي كانت شديد الوطأة طوال السنوات الماضية».
وحذر ” السراج ” المعرقلين للاستقرار قائلا «لقد وصلنا إلى مرحلة الحسم ، ولن نتهاون مع مثيري القلاقل والمستهترين بآمال ورغبات شعبنا في المصالحة والوفاق، وبالتحديد من يحشدون لتهديد أمن العاصمة طرابلس» ، مضيفا «نقول للجميع اليوم إننا لن نقف مكتوفي الأيدي تجاه من يهدد أمن وسلامة المدنيين، ولازالت الفرصة متاحة ليعودوا إلى رشدهم .. لكن هذه الفرصة لن تطول».
وابدى ” السراج ” تطلعه إلى تنفيذ ما سبق الاتفاق عليه مع القيادة الأمريكية لأفريقيا من برامج للتنسيق ، والمساعدة في بناء وتأهيل المؤسسات الأمنية ، وتسليح وتطوير القوات المسلحة الليبية ، وما يمكن تقديمه في مجالي التدريب وتبادل المعلومات.
وأعلن ” السراج ” انه سيتم هذا الأسبوع تقديم ملف رفع الحظر عن السلاح إلى للأمم المتحدة والذي ستستفيد من رفعه المؤسستين العسكرية والأمنية والشرطية.
وعبر خلال الاجتماع عن كامل التقدير والامتنان للولايات المتحدة الأمريكية لما أبدته من التزام بدعم الشرعية المتمثلة في الاتفاق السياسي الليبي ومخرجاته، معتبرا زيارة الوفد الأمريكي نقطة تحول مهمة في مستقبل العلاقات الثنائية ، ليسود الأمن والاستقرار في ليبيا وفي كامل المنطقة.
وطالب ” السراج ” بعودة البعثة الدبلوماسية الأمريكية إلى طرابلس في أقرب وقت ممكن، لخلق أرضية تعاون وتشاور فعالة ومثمرة في المستقبل القريب.
من جانبه عبر ” السفير الأمريكي ” عن سعادته للقاء ” السراج ” في طرابلس ، مجدّدا دعم الولایات المتحدة الأمریكیة للیبیا كدولة موحّدة، آمنة، ومزدهرة تحت إمرة حكومة یُمكنھا خدمة الشعب اللیبي.
وأكد على أهمية الحوار اللیبي الجاري حول كیفیة تشكیل حكومة تحظى بشعبیّة واسعة في كلّ أنحاء لیبیا في إطار اتفاق الصخیرات مرحبا بالجهود اللیبیة الرامیة لصیاغة دستور جدید والمصادقة علیه وإجراء انتخابات عامة السنة المقبلة.
وقال السفير الأمريكي «إننا ندعم حكومة الوفاق الوطني وھي تأخذ القرارات الصعبة اللازمة من أجل إعادة تنشیط الاقتصاد».
وأشاد بنضال وشجاعة اللیبیون وما قدموه من تضحيات لدحر الجماعات الإرهابية في سرت وبنغازي. شاكرا ” السراج ” لشراكته القویة المتواصلة في مكافحة تنظیم داعش، وغیره من التنظیمات الأخرى المصنّفة من قبل الأمم المتحدة كتنظیمات إرهابیة.
ودعا السفير جمیع اللیبیین لتجنّب المزید من الصراع الذي من شأنه أن یؤدّي إلى حرب أھلیة، ويفاقم الإرهاب، ویزید من المصاعب الاجتماعیة والاقتصادیة.
وأعلن معارضة بلاده لأي عمل من أي طرف یھدف للاستیلاء على الأراضي وتغییر الوضع على الأرض. معربا عن انشغاله إزاء أعمال العنف الأخیرة في جنوب لیبیا.
وقال: «شعرت بالاطمئنان إزاء قیام السيد الرئیس السراج بفتح تحقیق في مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان في قاعدة براك الشاطئ الجویة، ونحث جمیع الأطراف على ضبط النفس، والتهدئة ووقف الأعمال العسكریة».
واعلن عن قيام الولایات المتحدة الأمریكیة بتقدیم المساعدة للیبیا من أجل تلبیة الاحتیاجات الإنسانیة، وإصلاح البنیة التحتیة، وتعزیز الدیمقراطیة وسیادة القانون، وبناء الاقتصاد، ویشمل ھذا مساعدة سرت التي عانى السكّان بشكل خاص الكثیر نتیجة احتلال تنظیم داعش لمدينتهم.
واشار إلى أن بلاده تعمل بشكل وثیق مع لیبیا لبناء قدراتھا على مكافحة الإرهاب، وأنها تقف على أهبة الاستعداد لمساعدة لیبیا على تدریب قواتھا المسلحّة المھنیّة.
وقال ان ھذه الزیارة الیوم تؤكد التزام الولایات المتحدة تجاه حكومة الوفاق الوطني وبالمصالحة السیاسیة في لیبیا.
وحث كافة اللیبیین في الشرق والغرب والجنوب لتكاتف الجھود المشتركة لضمان أمن ورخاء بعضھم البعض.
من جانبه جدد الجنرال ” والدهاوسر ” دعمه الكامل لحكومة الوفاق الوطني.
وقال ان «اجتماع اليوم خطوة إيجابية أخرى في العملية المستمرة لاستعادة الأمن في طرابلس خاصة وفي ليبيا عامة حتى تتمكن حكومة الوفاق الوطني من مواصلة عملية إعادة الاستقرار».
وعرض الجهود الممكنة في المستقبل لبناء مؤسسات الدفاع وتقديم المساعدة لقوات الأمن واعلن عن مواصلة قيادة «أفريكوم» تعاونها مع المسئولين الأمنيين في حكومة الوفاق الوطني لإيجاد السبل التي يمكن من خلالها دعم القوات المكلفة بتأمين طرابلس.
كما اعلن عن دعم «أفريكوم» لعمليات بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة على تأمين الحدود في ليبيا وعملية صوفيا اللتان توفران التدريب في مجال حماية الحدود.
وأثنى الجنرال ” والدهاوسر ” على ” السراج ” لاتخاذه خطوات هامة في عملية إعادة الحكم الموحد إلى البلاد،.