حمَّل نجل القذافي هانيبال المحتجز لدى السلطات اللبنانية ” عبد السلام جلود “، الذي كان يعرف بـ«الرجل الثاني» في نظام والده، مسؤولية اختفاء الإمام الشيعي اللبناني ” موسى الصدر ” خلال زيارته إلى ليبيا في العام 1978، ونفى أي علاقة لوالده بهذا الملف.
واعترف ” هانيبال ” أمام المحققين اللبنانيين، بأن ملف اختفاء ” موسى الصدر ” يعلمه ثلاثة شخصيات ليبية هم بالترتيب شقيقه الأكبر سيف الإسلام، وعبد السلام جلود وشقيقه الأصغر المعتصم الذي قُـتل مع والده أثناء ثورة فبراير 2011، إلى جانب، قريب والده ” أحمد قذاف الدم ” المقيم بالقاهرة ورئيس المخابرات وزير الخارجية الليبي الأسبق ” موسى كوسا ” الذي اتهمه بانتحال شخصية ” الصدر ” والسفر بأوراق مزورة إلى روما.
ونسبت جريدة «الأخبار» اللبنانية المقربة من حزب الله اللبناني أمس السبت، اعترافات مهمة لنجل القذافي حول دوره في الثورة الليبية بتصفيته بعض المعارضين لنظام حكم والده وإغراقهم في مياه البحر، ونفى ” هانيبال ” الاتهامات، مؤكدًا للمحققين اللبنانيين عدم وجود أي دور سياسي له خلال حكم والده.
ويخضع ” هانيبال القذافي ” للتحقيق من جانب الأجهزة القضائية اللبنانية منذ اختطافه، بعد استدراجه من سورية إلى لبنان في ديسمبر من العام الماضي.
وكشف ” هانيبال ” أن والده كلف شقيقه ” سيف الإسلام ” بحل الأزمة باعتباره يتحمّل مسؤولية مدنية تتعلق بالتعويضات لعائلات الضحايا، لكون العقل المدبر لعملية الخطف مسؤولاً رسميًّا في نظامه.
وكرر عرضه للمحقق العدلي اللبناني قائلاً: «أنا مستعد للتعاون لحل القضية، وفور إخلاء سبيلي أنا قادر على التواصل مع شخصيات أساسية كانت في الحكم في ليبيا للوصول إلى خواتيم القضية».
وأكد ” هانيبال ” أن ” عبد السلام جلود ” نقل الصدر إلى منطقة جنزور في ليبيا لوضعه في الإقامة الجبرية، وأنه لم يعد يعرف ماذا جرى بعد ذلك.
وأشارت الجريدة اللبنانية إلى أن ” هانيبال ” ذكر في إفادته التي أدلى بها على مدى ثلاث ساعات، بحضور وكيله المحامي محمد مظلوم ووكلاء عائلات الضحايا، أنه بدأ بمتابعة قضية الإمام الصدر ورفيقيه منذ العام 1996، كاشفًا أنه علم أن عسكريًّا ليبيًّا لا يعلم اسمه وموسى كوسا وشخصًا ثالثًا انتحلوا هوية الإمام الصدر ورفيقيه، وسافروا إلى إيطاليا. سأله القاضي عن اسم ” محمد علي الرحيبي “، فرد بأنّه لا يعرفه، علمًا بأن الأخير هو من الأسماء التي وردت سابقًا، التي يشتبه في أنها انتحلت هوية الإمام الصدر.
وكانت قناة «إم تي في» اللبنانية الخاصة بثت عقب القبض عليه مقطع فيديو يظهر هانيبال وهو يوجه رسالة «يطمئن فيها الجميع بأنه في صحة جيدة والأوفياء للإمام موسى الصدر يريدون تسليم أدلة بشأن قضيته».
وكان نجل القذافي تعرض إلى الخطف في لبنان أثناء زيارته زوجته، عارضة الأزياء اللبنانية الين سكاف، من قبل مسلحين موالين لحركة «أمل» التي تناصب النظام الليبي السابق العداء على خلفية واقعة فقدان الإمام اللبناني موسى الصدر، حيث تتهم جماعات شيعية لبنانية القذافي بالضلوع في واقعة اختفاء الإمام الشيعي اللبناني موسى الصدر.