كثير من القضايا الدولية سيكون على الرئيس الأميركي المنتخب ” دونالد ترامب ” التعامل معها في منطقة الشرق الأوسط ومنها الأزمة في ليبيا، التي أعلنت واشنطن مؤخرًا استمرار حملتها الجوية بها ضد تنظيم الدولة الموجود في سرت.
وقد بدأت هذه الحملة في الأول من شهر أغسطس الماضي.
وذكر تقرير أعدته شبكة «سي إن إن» الأميركية، نشرته الجمعة أن وضعًا فوضويًا ينتظر ترامب داخل ليبيا، حيث تنتشر عشرات المجموعات المسلحة والقبائل التي تتنافس على السيطرة، إلى جانب الإرث الذي تركه معمر القذافي من دولة “آيلة للسقوط دون أجهزة أو مؤسسات قوية”.
وكان ” ترامب ” تطرق خلال حملته الانتخابية إلى الوضع في ليبيا، وصرح مرارًا بأنه يجب قصف ليبيا وقصف تنظيم الدولة، بل زاد أن “تنظيم الدولة يسيطر على النفط الليبي، فلماذا لا نفرض حظرًا على بيع النفط الليبي، ولماذا لا نقصف ليبيا للقضاء على التنظيم”.
أولويات ترامب
مع تردي الوضع الحالي، رأت «سي إن إن» أن أهم أولويات ترامب في ليبيا هي التشاور والسيطرة على المصالح المتضاربة للقوى الإقليمية ودول جوار ليبيا” وتوحيد الموقف الدولي تجاه القضية الليبية، وأوضحت أن القاهرة تسعى لامتلاك بعد استراتيجي في الشرق الليبي، وتساند بدعم من الإمارات والسعودية مجلس النواب وقائد قوات الموالية لحكومة طبرق المشير خليفة حفتر.
وعلى الجانب الآخر، تدعم واشنطن وأوروبا حكومة الوفاق الوطني المنبثقة عن الاتفاق السياسي، ولهذا دون اتفاق على الجانب الدولي، لن تساعد أي جهود وساطة أو تدخل في حل الأزمة”.
وهناك تحدٍ آخر، وهو تنظيم الدولة، قالت «سي إن إن» بشأنه إن الضربات الجوية قد تقضي على التنظيم، لكنها مثل أي شيء آخر داخل ليبيا، ستخلق مشاكل أكبر. ورأت الشبكة الأميركية أن بناء الدعم والزخم لمساندة حكومة الوفاق تطلب تعاون “مجموعات إسلامية” وغيرها، مما أعطى لتلك المجموعات، والتي تعد جزءًا أساسيًا من الفوضى الحالية، نوعًا من شرعية كانت قد افتقدتها.
هل سينجح ترامب؟
رأى التقرير أن ترامب لن ينجح في حل الأزمة الليبية، وذلك لعدة أسباب، أولها أن ليبيا ليست الأولوية العاجلة بالنسبة لترامب، والذي يولي الوضع في سورية والعلاقات مع روسيا اهتمامًا أكبر. هذا بالإضافة إلى أن الوضع في ليبيا يتطلب من جميع الأطراف تقديم كثير من التنازلات على الأرض لحل المشاكل الرئيسة العالقة، فدون اتفاق لتقاسم السلطة وعائدات النفط، سيكون الاستقرار والتنمية الاقتصادية “مجرد وهم”.
وتتطلب ليبيا، ليس فقط جهودًا دبلوماسية، لكن جهودًا مكثفة لتنمية وبناء قوات أمن وجيش قوي ومؤسسات قوية تستطيع فرض سيطرتها على الأرض.
وقالت «سي إن إن»: «القذافي حرم ليبيا قدرتها على إدارة نفسها بنفسها، ونتيجة لذلك لا يوجد جيش قوي أو قوات أمن وطنية لكن بضع مجموعات مسلحة متنافسة».
وتعد الحالة الاقتصادية الحالية ومستوى الإنتاج المحلي من النفط خير انعكاس على مدى تردي الوضع السياسي والأمني داخل ليبيا، وفق تقرير «سي إن إن»، إذ تراجع الإنتاج النفطي إلى خمس مستوياته قبيل العام 2011، وتسبب الصراع السياسي في استنزاف الموارد الاقتصادية.