قالت منظمة العفو الدولية إن أكثر من 100 أسرة عالقة في حي بمدينة بنغازي تواجه خطر الموت جوعا.
وأضافت المنظمة أن الأطفال في حي “قنفودة” أصيبوا بــ “الهزال الشديد” بسبب عدم تمكنهم من الحصول على الطعام والماء اللذين يحتاجان إليهما بشدة.
وقُطِعت جميع الطرق المؤدية إلى الحي بسبب القتال أو بسبب إجراءات لجأت إليها قوات تابعة لــ «عملية الكرامة»، الأمر الذي أدى إلى توقف الإمدادات.
وتشهد المنطقة قتالا عنيفا بين ميليشيات إسلامية وقوات تابعة لحكومة طبرق التي لا تحظى باعتراف المجتمع الدولي.
ويتحصن مقاتلون إسلاميون في هذه المنطقة المحاصرة من بنغازي ،لكن هناك 130 أسرة ومئات من الأجانب يعيشون في حي قنفودة، وهم غير قادرين على الهروب من المنطقة بالرغم من حاجتهم الشديدة إلى ذلك، حسب منظمة العفو.
وكشفت المنظمة في تقريرها أن الكثير من هؤلاء يخشون الآن أن يموتوا جوعا بعدما اضطروا إلى العيش على مدى شهور تحت الحصار العسكري.
وقال ” محمد ” الذي يؤوي في منزله 8 أسر بمن فيهم 23 طفلا لمنظمة العفو إنهم في أمس الحاجة إلى أبسط الإمدادات.
وأضاف ” محمد ” أن الكهرباء قطعت عن المنطقة منذ عامين، والأدوية أخذت تنفد، والناس بدأوا يأكلون الطعام الفاسد للبقاء على قيد الحياة.
ومضى ” محمد ” قائلا «لا يوجد بيننا مقاتلون: نحن أناس عاديون لا أكثر».
وقال شاهد آخر من سكان المنطقة إنه يحاول أن يقنع ابنيه البالغين من العمر 3 أعوام وعامين أن الماء هو الحليب الذي يحتاجان إليه.
وأضاف قائلا إن «ما نرغب فيه بشدة هو توفير طريق آمن للرحيل».
ولا يستطيع السكان مغادرة الحي منذ نهاية شهر أغسطس عندما قال أحد زعماء القبائل أن لا أحد يزيد عمره عن 14 عاما سُمح له بمغادرة المنطقة.
ويذكر أن بنغازي التي انطلقت منها الثورة على نظام القذافي في عام 2011 أصبحت ساحة معركة بين القوات الحكومية ومقاتلين إسلاميين منذ أكتوبر 2014.
ومنذ شهر فبراير الماضي، أخذت القوات الموالية لـ ” خليفة حفتر ” تكسب مزيدا من الأراضي وتحكم الحصار على المقاتلين الإسلاميين بحيث أجبرتهم على التحصن في منطقة ضيقة وهي حي قنفودة.
وقال سكان الحي إنهم لا يستطيعون المغادرة الآن مخافة الخلط بينهم وبين المقاتلين الإسلاميين، وبالتالي التعرض للاعتقال أو القتل.
ودعت منظمة العفو الطرفين بإفساح المجال لإدخال المساعدات والسماح بخروج من يريد المغادرة.
وقالت ” مغدلينا مغربي “، النائبة المؤقتة لمدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة العفو الدولية: «إن عشرات الأشخاص الذين اختُطفوا، والمحتجزين كأسرى في بنغازي حالياً، عالقون تحت النار، ولا سبيل أمامهم للخروج».
وأضافت أن تنفيذ الضربات الجوية بطريقة تتجاهل وجودهم يشكل انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني، ويتعين على الذين ينفذون مثل هذه الهجمات أن يتخذوا جميع الاحتياطات الممكنة لتفادي، أو على الأقل، تقليص إلحاق الضرر، إلى أدنى حد ممكن، بالأشخاص الذين لا يشاركون في القتال بشكل مباشر”.
وفي الأشهر الأخيرة، نشر مجلس شورى ثوار بنغازي أشرطة فيديو، أظهرت مدنيين، بينهم أطفال ومواطنون أجانب، وهم يطالبون بوضع حد للضربات الجوية التي تُنفذ على المناطق الخاضعة لسيطرة المجلس في بنغازي.