أكد الرئيسان الروسي ” فلاديمير بوتين ” والتركي ” رجب طيب أردوغان ” خلال لقاء القمة في بطرسبورغ الثلاثاء 9 أغسطس عزمهما التوصل إلى تفاهم مشترك للتسوية السورية.
وفي مؤتمر صحفي بعد المحادثات ذكر الرئيسان أنهما لم يتناولا المسألة السورية خلال المحادثات بمشاركة أعضاء الوفود، بل يخططان لعقد لقاء منفصل بمشاركة وزيري الخارجية وممثلي الاستخبارات لبحث سبل التسوية السورية بشكل مفصل.
وقال ” بوتين ” تعليقا على اللقاء المرتقب «سنتبادل المعلومات وسنبحث عن الحل»، وتابع أن تركيا تشاطر روسيا تفاهما بشأن ضرورة مكافحة الإرهاب.
وذكر ” بوتين ” أن مقاربات بلاده من سبل التسوية في سوريا لم تكن تتطابق دائما مع المقاربات التركية في السابق، لكنه شدد على أن لـموسكو وأنقرة هدفا مشتركا في هذا السياق، هو تسوية الأزمة السورية.
وشدد قائلا «انطلاقا من هذا الموقف المشترك سنبحث عن حل مشترك مقبول ونحن ننطلق من استحالة التوصل إلى تحولات ديمقراطية إلا بالوسائل الديمقراطية، هذا هو موقفنا المبدئي».
وأكد أن روسيا انطلقت من دوافع إنسانية بحتة، عندما ساعدت في الإفراج عن مواطن سوري محتجز في سوريا، ولم تطالب بأي مقابل.
وفي معرض تعليقه على تقارير إعلامية تحدثت عن دفع واشنطن “فدية” قدرها 400 مليون دولار مقابل إطلاق سراح اربعة مواطنين أميركيين كانوا محتجزين في إيران، قال ” بوتين ” إن روسيا “لا تتدخل في شؤون عمليات تبادل الأسرى ودفع الفدية”، وقال «اذا أتيحت لنا الفرصة لمساعدة أناس وجدوا أنفسهم في وضع صعب، مثل هذا المواطن الأميركي، فنحن مستعدون لمواصلة تقديم مثل هذه المساعدة لمواطنين من أي دولة».
وأضاف «نحن نأمل في أن يعمل شركاؤنا على مساعدة مواطنينا بطريقة مماثلة».
بدوره شكر ” أردوغان ” الرئيس الروسي على الدعوة لزيارة روسيا وعلى حفاوة الاستقبال، ولفت أردوغان إلى أن زيارته لروسيا هي الأولى له خارجيا بعد الانقلاب الفاشل.
ووصف ” أردوغان ” المحادثات الروسية التركية في بطرسبورغ بأنها كانت مفصلة وجوهرية، معيدا إلى الأذهان أنها أول محادثات بهذه الصيغة بعد “الحادث المعروف”، في إشارة إلى إسقاط القاذفة الروسية.
وأكد الرئيس التركي عزم البلدين على إيصال علاقاتهما إلى مستوى ما قبل الأزمة بل وإلى مستوى أعلى، مؤكدا وجود الإرادة السياسية اللازمة.
واستطرد ” أردوغان ” قائلا: «أظهر لقاء اليوم تشابها بين مواقف صديقي العزيز فلاديمير بوتين ومواقفي حول مسائل تطبيع العلاقات والقدرات التي تتمتع بها الدولتان. وعلينا أن نستخدم هذه القدرات من أجل تعزيز الاستقرار في المنقطة».
وأعرب ” أردوغان ” عن قناعته بأن العلاقات التركية الروسية أصبحت اليوم أكثر متانة من أي وقت مضى، وستصمد رغم أي أزمات مستقبلية.
هذا وأكد الرئيس التركي على نية أنقرة إضفاء صفة “مشروع استثماري استراتيجي” على مشروع محطة “أكويو” الكهروذرية في أقرب وقت ممكن. وأضاف أن الجانب التركي ينوي أيضا تعزيز التعاون مع روسيا في مجال الدفاع.