التقى رئيس حزب العدالة والبناء “محمد صوان” مع سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى ليبيا “بيتر باد” أمس الخميس بالعاصمة التونسية “تونس”.
وحضر اللقاء رئيس الدائرة السياسية بالحزب ” نزار كعوان “.
اللقاء تركز حول الأزمة السياسية في ليبيا وآخر التطورات المتعلقة باتفاق الصخيرات، حيث استعرض ” صوان” المراحل التي تجاوزها الحوار، ودور المجتمع الدولي والأمم المتحدة الداعم لإنجاحه والوصول إلى المحطات الأخيرة للخروج من الأزمة، بداية من التوقيع بالأحرف الأولى ثم التوقيع النهائي واختيار المجلس الرئاسي ثم تشكيل الحكومة ومباركة أكثر من مئة نائب من البرلمان لها.
وحول دور مجلس النواب في منح الثقة للحكومة أفاد “صوان” بأن منح الثقة من مجلس النواب هو إجراء شكلي فقط، كون مجلس النواب طرف من أطراف الحوار التي اختارت المجلس الرئاسي، كما أن ليبيا لم تعد تستحمل مزيدًا من الانقسام وما يترتب عليه من فوضى وانهيار أمني واقتصادي وتمزق في النسيج الاجتماعي.
ونوه رئيس حزب العدالة والبناء وفقا للصفحة الرسمية للحزب على الموقع التواصل الاجتماعي ” فيسبوك” خلال اللقاء على ضرورة تفهم المجتمع الدولي الأوضاع في ليبيا، داعيا كافة الأطراف إلى المضي في تنفيذ مخرجات الحوار وعدم التمسك بالجزئيات الشكلية، خاصة في ظل تمدد الارهاب في ليبيا والمنطقة بأسرها، موضحًا أن المواطن الليبي هو من يدفع الثمن الأكبر جراء تداعيات هذه الأزمة.
وقال ” صوان ” : «أنه بمجرد حسم الجدل حول مسألة منح الثقة سواء كانت بجلسة في مدينة طبرق أو في أي مكان يتمكن فيه النواب من التعبير عن رأيهم بحرية تامة أو الاعتماد على قائمة التوقيعات لمنح الثقة للحكومة، فإن الخطوة القادمة والهامة هي استلام الحكومة لمهامها وممارسة عملها من العاصمة طرابلس، مبينًا أنه يجب تدليل كل الصعوبات وتتوجه كل الجهود لتحقيق هذا الهدف، وأن حزب العدالة والبناء يعمل على ذلك بكل الوسائل الممكنة لإزالة مخاوف الأطراف الرافضة.
وفي ذات السياق طالب السيد “صوان” من المجتمع الدولي وضع حد للدور السلبي التي تقوم به دول إقليمية سماها، من خلال تدخلها في الشأن الليبي، وقيامها بخلط للأوراق، وعرقلتها للوصول إلى حل للأزمة».
وحول الترتيبات لممارسة المجلس الأعلى للدولة لمهامه وفقا للاتفاق السياسي أوضح رئيس الدائرة السياسية بحزب العدالة والبناء ” نزار كعوان ” أن مشاورات مكثفة تجري بين الأعضاء، وعقدت عدة اجتماعات لترتيب عقد جلسة رسمية للمجلس الأعلى للدولة، وأن العدد المسجل يفوق 60 عضوا حتى الآن، وعدد كبير ينتظر الإعلان الرسمي للجلسات ليلتحق.
ومن جهته رحب السفير الأمريكي باللقاء والتباحث مع رئيس الحزب حول هذه المواضيع الهامة، وأوضح أن بلاده ملتزمة بدعم الحل السياسي ومخرجات حوار الصخيرات، مبدياً مخاوفه من تمدد تنظيم الدولة وظهوره الأخير على العلن في مدينة صبراتة، حيث شدد على أهمية وجود حكومة واحدة تمثل الشعب الليبي وتحارب الإرهاب وتخفف المعاناة على المواطن، معبراً عن ارتياحه لتوقيع أكثر من مئة عضو لمنح الثقة للحكومة، ومعربا في ذات الوقت عن انزعاجهم من عرقلة التصويت المباشر على الحكومة.
كما أشاد السفير الأمريكي بالدور الإيجابي الذي يقوم به حزب العدالة والبناء لإنجاح الحوار السياسي الليبي، مبديا تعهد بلاده وحرصها على دعم ونجاح العملية السياسية في ليبيا.