ذكرت جريدة «نيويورك تايمز» الأميركية أن جميع التشكيلات المسلحة في ليبيا تفتقر إلى النظام ولا يمكن الاعتماد عليها، ولهذا تجد الإدارة الأميركية صعوبة في إيجاد حلفاء مناسبين لتشكيل تحالف قوي يهدف التصدي لتقدم تنظيم «داعش».
ولفتت الجريدة في تقريرها أمس الاثنين إلى وجود معوقات كبيرة تواجه واشنطن في سعيها للبحث عن جماعات مسلحة تستطيع استخدامها كقوات أرضية ضد «داعش»، وظهر هذا جليًا في طرد القوات الخاصة الأميركية لدى وصولها قاعدة الوطية الجوية والتهديد باحتجازهم على يد إحدى التشكيلات المسلحة، في دليل على غياب جيش قوي قادر على التحكم في التشكيلات الواقعة تحت قيادته.
ونقلت الجريدة عن زميل مؤسسة «كارنيغي» للسلام الدولي ” فريدريك ويهري ” إن ما حدث في قاعدة الوطية الجوية يؤكد صعوبة إيجاد حلفاء على الأرض يمكن الاعتماد عليهم، ويؤكد أيضًا تشعب الصراعات بين الفصائل المختلفة.
وأضاف أن التقرب من تشكيلات مسلحة بعينها قد يخدم مصالح قصيرة المدى، لكنه يعقد تشكيل جيش وطني قوي يمثل جميع الفصائل والقبائل الليبية.
ورغم تعدد التشكيلات المسلحة داخل ليبيا، إلا أن أيًا منها لن يكون شريكًا مناسبًا للغرب في حربه ضد «داعش».
وقالت الجريدة «يوجد لدينا الجيش الليبي، وهو ما تعتبره واشنطن أحد الأطراف المتصارعة على السلطة، لكنه غير قادر على السيطرة على بنغازي.
ولدينا زنتان، وهي متحالفة مع خليفة حفتر، ولدينا مصراتة، المعارضة لحفتر والزنتان، والتي حاولت السيطرة على المؤسسات الليبية قبل انهيار العملية السياسية في 2014».
وتقع واشنطن تحت ضغط كبير بسبب فشلها في تدريب وإعداد مجموعات معارضة في المنطقة، أبرزها في سورية، إذ تخلت وزارة الدفاع «بنتاغون» عن برامجها لاستكمال تدريب قوى المعارضة واكتفت بتسليح المعارضة السورية التي تقاتل تنظيم «داعش»، وفقًا للجريدة.
وفي ليبيا، تحتاج الولايات المتحدة وحلفاؤها في أوروبا إلى تشكيل جبهة قوية لصد تقدم «داعش» لكنهم أُجبروا، وفقًا للجريدة، على الاعتماد على تشكيلات مسلحة، وصفتها الجريدة بـ«غير منظمة، لا يمكن الاعتماد عليها، ومقسمة على أسس قبلية وجهوية».
ونقلت الجريدة عن عسكري أميركي، طلب عدم ذكر اسمه، إن الولايات المتحدة أرسلت خلال العام الماضي فرقًا من القوات الخاصة إلى ليبيا لجمع معلومات حول الوضع على الأرض وتقييم قدرة كل فصيل القتالية وتقييم قدرتهم على العمل مع قوات أميركية أو أجنبية.