استنفرت القاهرة أمس للحجم حدة خسائر قطاع السياحة الوافدة إلى منتجع شرم الشيخ، وقدرتها بـنحو 2.2 بليون جنيه (280 مليون دولار) شهرياً، فزار الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي المنتجع «لطمأنة الداخل والخارج في مواجهة الضغوط»، متعهداً «عدم انطفاء أنوار شرم الشيخ والغردقة»، فيما رصدت الحكومة 5 ملايين جنيه لخطة ترويج عاجلة للسياحة.
وتوقع وزير السياحة المصري ” هشام زعزوع ” في مؤتمر صحافي عقب اجتماع الحكومة أمس، أن تصل خسائر قطاع السياحة إلى 2.2 بليون جنيه (280 مليون دولار) شهرياً، جراء قرار بريطانيا وروسيا تعليق السفر إلى مصر.
وأشار إلى أن «الخسائر قد تصل إلى 6.6 بليون جنيه إذا استمر تعليق السفر لمدة ثلاثة شهور، لا سيما أن السوقين الروسية والبريطانية مصدران أساسيان تعتمد عليهما حركة السياحة في شرم الشيخ بنسبة تصل إلى 66 في المئة، كما أنهما يمثلان 52 في المئة من السياحة في الغردقة».
وقال إن «مواجهة هذه الأزمة تنطلق من وضع خطط تفصيلية للسوقين الروسية والبريطانية، يتم البدء فيها بمجرد رفع الحظر الموقت من قبل الدولتين على السفر إلى شرم الشيخ، كما سيتم إعداد حملات قوية للسياحة الداخلية وتسهيلات للمواطنين المصريين للتوجه إلى المقاصد السياحية».
وأشار إلى أن الاجتماع المقبل لمجلس الوزراء سيُعقد في شرم الشيخ، لافتاً إلى «إقرار موازنة 5 ملايين دولار لدعم وتنشيط السياحة من خلال دعوة المشاهير إلى زيارة مصر».
وأشار رئيس الاتحاد العام للغرف السياحية ” إلهامي الزيات ” إلى أن «الخسائر كبيرة على قطاع السياحة، لاسيما في شرم الشيخ، تليها الغردقة»، لكنه توقع ألا يطول هذا الوضع، موضحاً أن منتجعات البحر الأحمر «أهم مقصد سياحي في الشتاء، كما أن شركات السياحة الكبيرة التي تملك طائرات وفنادق في مصر ستنالها خسائر كبيرة، وبالتالي لدينا مصالح مشتركة ويجب الحديث معهم بهذا المنطق». ولفت إلى أن «جزءاً كبيراً من العمالة المدربة سيهجر القطاع، وهذه خسارة إضافية».
وكان السيسي توقف في شرم الشيخ أمس في طريق عودته من الرياض، وتعهد دعم قطاع السياحة و «مزيداً من إجراءات الأمان والسلام». وأوضح أنه «خلال الشهور الماضية كانت هناك مراجعة دورية لإجراءات الأمن، وكل الدول التي طلبت إرسال اختصاصيين رحبنا بها. يهمنا أن يكون من يأتي إلى مصر آمناً». لكنه أشار إلى أنه كان يتمنى «ألا نستبق نتائج التحقيقات لأنه لن يأتي في مصلحة الجميع». وأضاف: «سنتعامل بمنتهى الشفافية وسنعلن نتائج التحقيق بمجرد انتهائها».
وبدا أن السيسي يعوّل على توافد المصريين لتعويض تجميد عدد من الدول رحلاتها السياحية، إذ حرص خلال تفقده مطار شرم الشيخ على تأكيد أن المنتجع «لن تنطفئ أنواره… والمصريون والأشقاء العرب والأصدقاء موجودون».
غير أن رئيس الاتحاد العام للغرف السياحية اعتبر أن استقطاب المصريين «لا يغني لأن متوسط دخل الفرد في مصر منخفض، وإن كانت (السياحة الداخلية) رسالة تضامن».
وأوضح أن «الأسواق البديلة ليست متوافرة وتحتاج إلى وقت، ولو جاءت لن تكون بالأعداد نفسها… سنوجه جزءاً كبيراً من الموارد إلى السوق العربية. سنقيم مهرجانات رياضية وفنية تخاطب هذه السوق».
وفي موسكو قال ممثلون عن شركات روسية أمس إن قطاع السياحة تكبّد خسائر بسبب وقف الرحلات إلى مصر وفقا لـ”رويترز”.
وقالت الرئيسة التنفيذية لاتحاد شركات السياحة الروسية ” مايا لومبيدزي ” إن العائدات المفقودة ستؤثر في قطاع السياحة.
وأضافت أن «تقديراتنا التي أرسلناها في خطاب إلى أركادي دفوركوفيتش (نائب رئيس الوزراء) تفيد بأنه إذا استمر الحظر لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر، ونقيس على ما حدث في العام 2011 ونقارن الأسعار بالتقريب، سنخسر المبلغ نفسه وهو 200 مليون دولار… ولن نتلقى تعويضاً من أحد صراحة».