أعربت اللجنة الوطنية لحقوق الانسان بليبيا عن إدانتها الشديدة لحادثة اغتيال الاعلامي الليبي مفتاح القطراني 33 عاما بمدينة بنغازي في الثاني والعشرين من ابريل الماضي والذي يأتي ضمن مسلسل العنف الدموي الذي يستهدف الصحفيين والاعلاميين والنشطاء بعوم البلاد.
واوضحت اللجنة الوطنية لحقوق الانسان في بيان صدر الثلاثاء 5 مايو تسلمت وكالة فساطو الاخبارية نسخة منه بأن وحدة الرصد والتوثيق باللجنة قد أعدت تقرير مفصل على جريمة القتل البشعة التي تعرض لها ” القطراني ” في مكتبه بشارع عشرين بمدينة بنغازي برصاصة في الرأس وترك لساعات غارقا في دمائه. ولم تعرف الأسباب الكامنة وراء حادث الاغتيال الوحشي لـ ” القطراني “، إلا إن الدلائل تشير بسبب عمله في إنتاج التقارير التلفزيونية للقنوات الفضائية ونقل الاحداث والأخبار حول الحرب الدائرة ببنغازي ، والذي اجتهد لنقل حقيقة الأوضاع ببنغازي وهو يأتي ضحية المخاطر والترهيب الذي يلاحق الصحفيين هناك، وأن هذه هي حالة الاغتيال الأولى التي تسجل خلال العام الجاري 2015 وكالعادة تبقى بنغازي تتصدر قائمة الأماكن الأكثر خطورة لعمل الصحفيين في ليبيا”.
وحثت اللجنة في بيانها هذا، الهيئات القضائية بضرورة فتح تحقيق جاد ومستقل في حادثة مقتل ” القطراني ” وكافة الصحفيين الذين طالتهم أيادي الغدر، بضرورة اتخاذ آليات مناسبة لضمان حماية أرواح الصحفيين العاملين بالمدينة وعدم التعرض إليهم.
وأدانت اللجنة الوطنية لحقوق الانسان بشدة ايضا اغتيال الصحفيين التونسيين “سفيان الشواربي” و”نذير القطاري” والصحفي المصري “محمد جلال” اللذين تم اختطافهم العام الماضي،
واستنكرت اللجنة الافعال الاجرامية التي تقوم بها هذه الفئات التكفيرية، التي تهدد الحياة المدنية، وتهدد الأمن والاستقرار المحلي والعالمي، مما يتطلب سرعة التحرك الاقليمي والعربي والدولي لمواجهة خطر وتهديدات الجماعات الارهابية بليبيا ، لما تشكله من خطر على حياة المواطنين الآمنين لكل شعوب العالم.
وأكدت اللجنة ان فريق تقصي الحقائق والرصد والتوثيق التابع للجنة لم يتأكد الي الان مما أعلنته الحكومة الليبية بالبيضاء خلال الأيام الماضية من مقتل عدد من الصحفيين بينهم 5 يعملون في قناة ليبية واثنان يعملان في قناة تونسية ، وذلك من خلال بيان الحكومة الصادر يوم الأربعاء الماضي: ” إن هؤلاء المتهمين قد اعترفوا بقتل الصحفيين التونسيين المختطفين منذ مدة، وأن الجهات الأمنية لم تتمكن إلى الآن من الوصول إلى المكان الذي دفنت فيه الجثث؛ لأنه يقع في ضواحي مدينة درنة، مستنكرة في بيانها هذه الجريمة النكراء “.
ودعت اللجنة الوطنية لحقوق الانسان بليبيا ، السلطات الليبية إلى بذل كل جهدها من أجل معرفة مصير الصحفيين التونسيين المفقودين في ليبيا، إضافة إلى العمل على حماية العاملين في مجال الإعلام والصحافة .
وطالبت اللجنة ،السلطات الليبية والتونسية ببذل وسعهما من أجل كشف حقيقة ما جرى إعلانه خلال الأيام الماضية بشأن مقتل الصحفيين التونسيين ” سفيان الشورابي ” و ” نذير القطاري “، وأنه في حال جرى التأكد من صحة الخبر فإنه على السلطتين أن تعملا على معرفة مكان رفاتهما ومحاسبة المتورطين في هذه الجريمة.
وأبدت اللجنة الوطنية لحقوق الانسان ، ادانتها واستنكارها الشديدين لجريمة ، مقتل طاقم قناة “برقة” الفضائية الذي يتكون من أربعة ليبيين ومصور مصري اختطفوا منذ ثمانية أشهر، وقد أشارت اللجنة إلى ان فريق وحدة تقصي الحقائق باللجنة قد تابع اختفاء فريق قناة برقة الفضائية منذ مطلع أغسطس الماضي أثناء عودتهم من طبرق بعد تغطيتهم لانعقاد جلسات “مجلس النواب” .
وجددت اللجنة التأكد علي إن الصحفيين والاعلاميين بليبيا يدفعون ثمن الصراع السياسي والعسكري التي تعيشه البلاد في ظل تسلط أطراف النزاع عليهم وممارسة الانتهاكات وجرائم الحرب بحقهم، ضاربين عرض الحائط بالقانون الدولي والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والاعلان العالمي لحقوق الانسان.
ودعت اللجنة الوطنية لحقوق الانسان بليبيا ا السلطات الليبية إلى اتخاذ كل الوسائل والإجراءات لحماية الاعلاميين والصحفيين الليبيين وذلك لتمكينهم من ممارسة دورهم المهني الداعم للحق والحرية .
وقد عبرت اللجنة الوطنية عن خالص التعازي ومواساتها الى أسر وأصدقاء وزملاء الضحايا والى الحكومتين التونسية والمصرية ونقابتي الصحفيين التونسية والمصرية، معتبرا هذا المصاب الجلل هو “مصاب لكل الإعلاميين والصحفيين الليبيين” .