قالت وزارة الآثار المصرية في بيان يوم الخميس إن بعثة فرنسية اكتشفت جنوبي القاهرة مقبرتين تحتفظان بألوانهما وبداخلهما هياكل عظمية لكاهنين عاشا قبل نحو 4200 عام في عصر بيبي الثاني أحد ملوك الأسرة السادسة (2345-2181 قبل الميلاد).
وبيبي الثاني الذي وصل إلى كرسي الحكم وهو صبي في السادسة حكم البلاد بين عامي 2240 و2150 قبل الميلاد تقريبا وبسبب طول فترة حكمه شهد عصره أول ثورة شعبية في التاريخ بسبب ما يراه مؤرخون ترديا في أحوال مصر آنذاك.
وقال فاسيل دوبريف رئيس البعثة في البيان إن الجزء العلوي للمقبرتين شيد بالطوب اللبن أما الغرف الجنائزية فهي من الحجر الجيري الأبيض ونحتت “في أعماق الجبل” وإن إحدى غرفتي الدفن داخل بئر عمقها ستة 6 أمتار والثانية داخل بئر عمقها 12 مترا.
وقال ممدوح الدماطي وزير الآثار في البيان إن المقبرتين تخصان الكاهن “عنخ تي” والكاهن “سابي” وإن بعثة المعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة بالتعاون مع وزارة الآثار جنوبي سقارة توصلت إلى الغرف الجنائزية وفيها هياكل عظمية مرجحا تعرضها “للنهب والسرقة… تم العبث بهما في العصور القديمة.”
وأضاف أن المقبرتين تحملان كثيرا من المناظر والمشاهد التمثيلية التي تسجل “بصورة واضحة الطقوس المتعارف عليها في هذا الوقت لتقديم القرابين للآلهة المصرية القديمة” وأنهما تتميزان باحتفاظهما بألوانهما الأصلية “بشكل استثنائي” رغم بنائهما منذ نحو 4200 عام.
وقال إن جدران المقبرتين تحمل مناظر للقرابين المختلفة ومنها الطيور والخبز والخضراوات والورود وجرار الألبان وشراب الشعير.
وأضاف أن اكتشاف المقبرتين “يمثل سجلا أثريا جديدا يكشف المزيد من التفاصيل العقائدية لهذا العصر ويطلعنا على طبيعة عاداته” حيث عثر بالقرب من الهياكل العظمية على بعض أدوات الدفن وعدد من الجرار الصغيرة ونماذج لقرابين من الحجر الجيري الملون وأدوات وأطباق فخارية.