أكد المشاركون في إجتماع قادة الأحزاب السياسية والنشطاء الليبيين اليوم الثلاثاء 10 مارس بالجزائر العاصمة أن إلاجتماع الذي انطلق اليوم يشكل خطوة هامة في مسار الحل السياسي للأزمة الليبية خاصة وأنه يركز على ترسيخ فكرة الحوار ونبذ العنف .
وأكد ” جمعة أحمد عتيقة ” المحامي والنائب الأول لرئيس المؤتمر الوطني العام سابقا ، أن إلاجتماع الذي تستضيفه الجزائر من شأنه أن يساهم بشكل كبير في صناعة الحل السياسي لاسيما وأنه يعد خطوة هامة في المسار السياسي لحل الأزمة الليبية كونه يجمع أطراف فاعلة على الساحة السياسية الليبية من أحزاب وشخصيات سياسية ذات الوزن المؤثر في ليبيا.
وأوضح السيد ” عتيقة ” في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية ، أن الفكرة الرئيسية لهذا الاجتماع هي دعم المسار السياسي الذي بدأ في جنيف والتأكيد على ضرورة نبذ العنف و الدمار وتحقيق إجماع بين كل الفرقاء حول أهمية الخيار السياسي نحو حل الأزمة في البلاد .
وشدد على أن الحل في ليبيا يجب أن تصنعه جميع الأطراف دون أن يكون لطرف أو آخر القدرة المطلقة على فرض حل معين , وأن يكون التوافق بين الجميع كأساس لأي حل مستقبلي.
واعتبر ” عتيقة ” أن أهم نقطة لابد أن يتوافق الجميع عليها فيالوقت الراهن هو وقف الاقتتال وحقن الدماء والتركيز على الثوابت الوطنية ، كأرضية للحوار وأهمها وحدة التراب الليبي ثم المضي نحو تشكيل حكومة وحدة وطنية تضع حدا لحالة التشتت التي تعرفها البلاد وحل الأزمة والانطلاق بعد ذلك في إعادة بناء الدولة الليبية التي تسع الجميع.
وأثنى على أهمية الدور الجزائري في هذا الإطار خاصة بالنظر إلى القواسم التاريخية والجغرافية التي يشترك فيها الشعبان الجزائري والليبي, معربا عن ثقته في الدور الجزائري الذي يظل دائما محوريا في مثل هذه الاوضاع .
من جانبه أكد عضو المكتب السياسي بحزب الوطن الليبي ” جبريل شعيب الزوي ” أن إجتماع الجزائر جاء في الوقت المناسب نظرا إلى محتواه والشخصيات المشاركة فيه.
وأشار السيد ” الزوي ” إلى أن جدول أعمال لقاء الجزائر يتضمن البحث في كيفية دعم المسار السياسي الأممي لحل الأزمة في ليبيا, مركزا في نفس السياق على الدور الذي تحدده الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني لنفسها خلال اجتماع الجزائر بهدف المساهمة في إنجاح المسعى السياسي لاخراج ليبيا من الازمة فضلا عن وضع تصور للآلية الكفيلة بمتابعة أي إتفاق يتم التوصل إليه من خلال مسار الحوار.
وأوضح ” الزوي ” أن حزب الوطن الذي ينشط ضمن مجموعة أحزاب أخرى تتقاسم نفس الرؤى يركز على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية على إعتبار أن المشكل الذي تعاني منه ليبيا حاليا هو مشكل تشريعي بالدرجة الأولى .
وأكد إستعداد حزبه لتقديم تنازلات في سبيل التوصل إلى توافق حول حكومة وحدة وطنية تمثل جميع مكونات المجتمع الليبي مشترطا في ذلك التمسك بالثوابت الوطنية وعلى رأسها وحدة التراب الليبي.
وأشار ” الزوي ” إلى أن حزب الوطن يعول على “الدور المتوازن” الذي تلعبه الجزائر في حل الأزمة الليبية, معربا عن أمله في أن يستمر هذا المسار إلى غاية بلوغ الأهداف المرجوة منه.
بدوره أكد السيد ” رمضان خالد ” مستشار رئيس حزب العدالة والبناء أن كل الأطراف السياسية المجتمعة اليوم تتفق على ضرورة الخيار السياسي لحل الأزمة في البلاد , مؤكدا على وجود إجماع على ضرورة الذهاب نحو حكومة وحدة وطنية .
وأوضح أن الهدف من هذا الاجتماع هو إشراك جميع الفرقاء الليبيين في مسار الحوار وهذا نظرا إلى الإحترام الذي تحظى به الجزائر لدى جميع الأطراف , معربا عن تفاؤله بمسار الحوار بين الفرقاء الليبيين وبالدور الذي يمكن أن تلعبه الجزائر في هذا الإطار.